الأرشيف الشهري: ديسمبر 2013

إلى وطن 1

206467_213525118658455_213524568658510_910483_7096041_n

(1)

ها أنا اختلقُ الأعذار، و تزيدُ حُجَّتي من ضعْفي ..
أنا لا أحبُّك .. لأنَّك لا تعطيني حُبَّاَ بالمقابل !
أحلمُ و تمضي السنون و لا يتحقَّق شئ .. و ألومك !
أسائلُ نفسي هل أبدأ أنا بالعطاء ؟! أنا تعوَّدتُ أن أمَّاً هي التي تبادر و تعطي لكنِّي لم أفهم المعادلة صغيراً ! بعدها أدركتُ أن أمَّنا لا تتنفَّس لا تقوى أن تُرضع حُبَّاً ، فمن يمدُّ يده ؟!
ومن يخلِّصك من الأرق و الأنيميا و الحُمَّى ؟! من يسهر عليك ؟ ينتظر لسنوات حتَّى تُبعثي من تحت القبر و تزيلي الغبار عن عينيك و جبهتك لتستقبلي الشمس و الحياة و تنمي حُبَّاً أكثر فأكثر ، نمتصُّه نحن لندرك نعمتك و لأوَّل مرَّة ، لنحسّ بأمانك و تختفي أعذارَ واهية اختلقناها  لتحتوي خوفنا و هواجسنا ، و كأمٍّ تحكي لنا قصَّة ما قبل النوم و نحلمُ بها لتصير حقيقة غداً .

(2)

اقرأُ شعراً … يقرأه النَّاس قصَّة حبٍّ بين اثنين و أرانا فيه !
أرى دمعكِ و حزنك شفرةً وراء كلماتٍ يراها الآخرون مُبتذلة مسطَّحة، يكتسي شعُرك و أدبُك يا أمِّي حزناً ! يكمنُ جمال ما نكتبه في حزنه ، في يأسه  و في قصَّة الواقع !
كيف نحيلُ جمالاً اكتسى حزناً و تربَّى عليه إلى لونٍ آخر ؟!!
كيفَ و الكتابةُ تحكي عنّا ، و نحن حزنٌ و موتٌ و مقهورٌ و مطرودٌ و أنتِ .. أنتِ أمِّي الوطن لذلك !!
يقولون أنَّ أساطير و قصص الغرب الآن لا تجد حزناً دامياً ، حزناً بعمر الشعب و حزن حضارة و أمَّة تحكيه !  فالحزن عندهم راح و ضميرهم استراح !
خيال علميّ ، عوالم وهمية و أخرى مستقبلية يتخوَّفونها ، ونحنُ لا زلنا نعيدُ الماضي ،  جراحه و انتصاراته و بين هذا و ذاك ضعنا و ضائعون !

و قفتُ أعلى الجسر ،  أرسلتُ قبلةً في الهواء و رميتُ برسالتي مكتوبة بحبٍّ و  مُرفقة في زجاجة إلى البحر، إلى حيث لا شئ وكلُّ شئ و لم انتظر. مضيتُ  و أعلم أنَّ هناك غيري برسائل أخرى ، ألقوا حزنهم و أسئلتهم بعيداً تخلَّصوا منها ليتبدَّى لهم وجهُ آخر لأمِّهم و وجهٌ آخر للوطن . يقبِّلونه و يمسحون على جبينه أثر التعب ، هكذا يعتنون به و يعملون لحبِّه و لغدٍ آخرَ .. غدٍ جميل !!

” آه ما أقسي الجدار
عندما ينهض في وجه الشروق
ربما ننفق كل العمر… كي نثقب ثغرة
ليمر النور للأجيال … مرة !
ربما لو لم يكن هذا الجدار…
ما عرفنا قيمة الضوء الطليق”

(أمل دنقل)

أقنعة

أقتعة

تدور و تدور في دوائر و تروس مغلقة ، إلاَّ من متنفَّس هنا أو هناك . ترسم الخطوط و الألوان ، و ترشُّ بالأبيض و الأحمر على و جهها ، تطبع وجوهاً و أقنعة لكلِّ يومٍ في الأسبوع و تخرج ! تخطو بأرجلها على رصيف الشَّارع بوجه المحارب يوماً ، المهرِّج يوماً آخر و هكذا يوماً بعد يوم ، تتوالى الأقنعة معلنةً 365 يوماً أو وجهاً مَضى!

صارت مهدَّدة باحتمال عدم قدرتها على المُضىّ بهذا التخفِّي  ، فكل شئ إلى زوالٍ و انقطاع حتَّى الأقنعة ! تبحث عن خارطةٍ أو دليل لحلٍّ ما ، لمكانٍ آخر جديد تولد فيه مرَّةً أخرى و بقناعٍ تلو الآخر . أصبحت ضائعة في متاهات تفكيرها ، تعاود التفكير من جديد علَّها تتعرَّف على ذاتها … أهي الآن “هي” ؟ أم أنَّها نسيت أن تزيل من عليها الآثار و البقع لوجهٍ سابقٍ ؟! توهَّمت أنَّها “هي” ؟  ربَّما الحقيقة أنَّها لا تزال روحاً و قناعاً لشخصٍ أو لذكرى ما علقت بجلدها ، تخفي ملامحها شيئاً فشيئاً إلى أن انطفأت ؟

غسَّلت وجهها من آثار اليوم و نظرت للمرآة فرأت و جهها ، حقيقتها و ما وراءها و ما خفِيَ . كانت هي ذاتها لا يشوبها رسمٌ أو لونٌ ، بشفافيةٍ قد ازدانت و تزيَّنت . جرَّت أقدامها إلى السَّرير تحلُم بليلةٍ هانئةٍ هادئة ، و تدثَّرت بغطائها و تكوَّمت تحته فلم يظهر منه إلاَّ و جهها و نظرة حالمة نحو السَّقف ، و تخيلت كيف أنَّه خلف ذاك السَّقف تنطوي حقيقة و جمال السَّماء ! كيف أنَّ هذا السَّقف قد غطَّى و أخفى كلَّ ذاك الجمال و ألبسه نقاباً و ستاراً فما عادَ يُرى وصارت أسيرةً و سجينة  في صُندوق غرفتها ، لتفقد معالم الأشياء و الحياة من حولها !

 في نومها و داخل دهاليز لا وعيها حلمت أنَّها ذلك الرَّاعي في رواية الخيميائي ، تبحث عن ضالَّةٍ ، عن معنىً ما !كانت طاهرة و نقية و جميلة .. كانت هي.
و من البُعْد رأت كوخاً عتيقاً نبيلاً كقلعةٍ في وسط الصَّحراء ، وجرت نحوه تسبقها خطواتها ، شرعت تفتحُ البَّاب و دخلت،  ُذهلت عندما وجدت أمامها آلاف الأقنعة مُعلَّقة و بدقَّة على الأرفف و الحوائط الأربعة و ظنَّت أنَّها وجدت الكنز! وفي زهوِها ذهبت لتأخذ واحداً ، لتدُسَّه فيها و يدُسَّها بدوره و يبعدها عن المواجهة ، يتركها هكذا معلَّقة و متخفيَّة بين القناع و بين الحقيقة ، تلاشى من بين يديْها لحظة قبضتها له و هرعت من واحدٍ لآخر و لا شئ ، كانت النتيجة واحدة!

جلست ترمي بحمولها على الكُرسيّ ، ووضعت وجهها بين كفَّيْها ، تنفّست و تنهَّدت ألف مرَّة ! استيقظت بعدها وكأنَّها لم تكن نائمة ، لكأنَّها تواصل تفاصيل الحُلْم مشهداً تِلوْ آخر ! غسَّلت وجهها مجدَّداً و مع انسياب الماء و قطراته ، أحسَّت به رقراقاً ينفُذ إلى مسامِها و يغسلها من الدَّاخل ، يطمُر و للأبد آثار أيّ قناعٍ آخر كان أو لم يكن بعد .

قبَّلت المرآة ، و قالت : ” كم أحبُّ ابتسامة عينيْك ! ” كانت أوَّل مرَّة تنظر فيها نظرة صادقة لوجهها ، تتفرَّسه بعمقٍ و ذهول ، بعينيْ مولودٍ جديد يمتصُّ كلَّ ما حوله لأوَّل مرَّة و يتقبَّله ببساطة فيزيد جمالاً و صدقاً ، عمقاً و هويَّة .

أحلام

251757_10150200887973893_5766424_n
و يستبيح فجر يومٍ جديد أحلامك فيبعثرها على طاولة بجانب قهوتك وجريدتك الصباحية
يسائلك أيَّاً تريد ؟! أيَّاً تحلم به بقوَّة و جرأة أكثر ؟! و يحتفل معك وأنت تتخيل صوراً تمتزج  ، فيتحقَّق لوهلةٍ قصيرة ويعدُّك لذاك الشعور مستقبلاً ، حين تقف عند نقطة تقاطع أحلامك مع حدوثها فعلاً.
في عالمٍ لا تملك فيه إلاَّ أن تحلم ، حيث لا تجد حريَّة إلاَّ في الحلم ، يصبح ضرورياً كالتنفُّس. تسعى وراء و جوده وتحميه عند يقظتك و صحوك ،  ينال منك أحياناً حدّ الإعياء وتتخلَّى عنه لآخرَ يناديك  ، ثمَّ تعود إليه مجدَّداً  ! هكذا من حلم إلى حلم ..  تغرقُ فيها وتجد طريقك للسطح بعدها و يتصاعد نفسك ، ترى زرقة السَّماء  وتسمع صدى نوارسٍ ومراكب بخارية و صافرات و أصوات بحريّة أخرى

وكلَّما ازددتَ ارتباطاً بها تحوَّرت إلى أخرى مشابهة لك أكثر و أعمق ، و تصير ملاكك الحارس وأنت نائم أوتغنِّي،  تقرأ أو تصلِّي  و في كلِّ حركة وسكنة ، يصير لونها سمرتك ولها صوتك ومقاسك بالظبط
تزرعها رغماً عنك بلا وعيٍ في طفلٍ ،  ترضعها له ،حتَّى لا تلهيك أحداث الحياة و خبثها ! تلتفت لتجدهم قد كبروا لا يعيرون أيَّ حلم كان أيَّ اهتمام ، هكذا يسيرون في الركب و يمضون ! و لا أحد يعلم إلى أين ؟ و لا أحد يهمُّه ؟ هل سُنَّة اقتضتها الحياة بتفاصيلها و روتينها ، لا أحد يعنيه كيف تنقضي أو كيف نصنع لها بُعداً آخر
أرى أن نستشهد بأحلامنا كبطاقة هويَّة ! بها  لا بغيرها نُحيي انسانيتنا ونستعيد حقَّنا في الحياة ، نحلمُ ألفاً و مائة و ضرب مائة،  نحلم حدّ التعب و حدّ الوقوع في حبِّها،  ندمنها ونتلف ذاتنا سعياً وراءها لأنَّها مُجدية و باقية و حاضرة تحارب من أجلنا و تزايد علينا

و احلم … و أحلامي تطير و أطير معها

For Whom The Bell Tolls

for-whom-the-bell-tolls

رنَّ الجرس وترنَّح و هو معلَّق مستسلم ينتظر أن يجرّ أحد ماخيطه ، أن يسمع صدى ارتطام أجزائه ببعضها . يعلو صوته و يتكرَّر ، ينقله الأثير إلى سماء القرية فينزل مطراً عليها ،و يعلمون حينها أنَّ وقت اجتماع القرية الأسبوعي في فناء سوقها الكبير قد حلَّ ! خطبة عمدة القرية التي يتأكَّد فيها من استتباب الأمن و يتلقَّى شكاوى النَّاس وضجيجهم بابتسامة و صدر مفتوح

” عم عصام ”
جلس صباح السَّبت في بيته الذي لا يتعدَّى مساحة غرفة  ،يشاهد التلفاز. يشاهد عالماً أوسع ،  يمتصّ ما فيه و يعيشه في خياله ، فيبني به عوالم تتعدَّى حدود ما نحيط به. و أثناء ذلك قاطعه صوت الجرس قوياً له هزَّة لا سيَّما أنَّه يسكن خلفه مباشرة ، ذلك العمود الحديدي يتدلَّى منه الجرس كعمود إنارة.

كانت التاسعة ! أيّ خمس ساعات حتَّى التجمُّع ، لكنَّه اليوم يحسّ بثقلٍ في ظهره و سائر جسده ألا يمكن أن يتخلَّف ؟! ساءل نفسه في ضجر ! وجوده لا يزيد أو ينقص من الحدث في شئ ، هو لا يطلب شئ من الحياة و ليس لديه ما يشكو منه ، إذاً لما الحضور ؟! تعظيماً للعمدة و احتراماً له . أم عادة لا غير ؟ و انقضت ساعة و هو يفكِّر في لا شئ !

” حاج صدِّيق”
تململت حاجّة محاسن و هي تنظر لزوجها صدّيق يتحرَّك يميناً  شمالاً  ،و في وسط الحجرة صمت رهيب . كان صباح كلّ سبت يُعدُّ قائمة مطالب و اقتراحات جديدة ليناقشها مع العمدة . صار واسطة أهل القرية مع العمدة ، و هم أعدُّوه لذلك لأنَّه كان أفصحهم و أكثرهم ثقافة. قالت حاجَّة محاسن : ” عاد يا صدِّيق ما كلّ أسبوع تلاقي شيتاً جديد تقولوا .. خلِّيها على الله ! ”

نظر إليها بلا مبالاة و جلس في كرسيّ قريب ليبدأ في الكتابة و تذكَّر …

*كتب قرآن أكثر لمسجد القرية .
*أسمنت و لوازم بناء لحائط المدرسة ” الشهيد عبد الله محمّدين” الذي انهار و أُهمل لأسبوعين !
*جمع تبرُّعات لهذا و ذاك من المتجمِّعين .
*اقتراح الشفيع بتشجير المنطقة ،ثلاث شجرات أو كذا لكلّ منزل بتبرُّعات و مجهودات أهلها و أصحاب المكان .”
انتهى من واجبه المعتاد ، و شرع يكوي ثيابه استعداداً للقاء بسعادة غامرة.

” أحمد”
كان أحمد كعادته في مكانه المقدَّس .. الشَّارع ! مع بقيةّ الأولاد يلعبون ، يخترعون ألعابهم و يسبحون في تراب الشَّارع بين كرة القدم و ” الحِجْلة” و نط الحبل حتَّى الغروب . يومها كان يلعب هو و صديقين آخرين بمحاذاة الجّرس ، رسموا مربَّعاتهم و دوائرهم و تقافزوا من واحد لآخر بلا اهتمام و عبثٍ طفوليّ  ، حتَّى لمحوا عم جمعة قادم ليدقّ الجرس ، و بمحاولة فاشلة منه أراد اقناع عم جمعة بالتخلِّي عن اجتماعٍ لم يفهم حكمته يوماً ! لا حكمة سوى أنَّه يقتص من ساعات لهوه القصيرة يوم السَّبت ، حيث ينتهي الإجتماع فيعود للمنزل ليستعدّ ليوم مدرسي جديد .عم جمعة تجاهل عبثه الطفولي ضرب على الجرس ثلاث مرَّات و مضى في طريقه .
و قال أحمد : ” كم أكره الكبار !

“سارَّة “
سارة من عادتها كلّ سبت أن تتقمَّص روحاً جديدة ، لا أحد يدري بها سواها ! تتألَّق و تبتسم من غير سبب و تستعيد ذكريات لقائها “به”  ، كلّ سبت حين تقف من بعد تسترق النظرات إليه و يسترق النظرات إليها في صمتٍ يشي و يفضح حبَّهما .
هو حبُّها العذري ، لا تعرف عنه شيئاً سوى أنَّه جديد على القرية رأته منذ سبع اجتماعات أو أقل  ، ابتسم لها في أوَّل مرَّة رآها و هي رأت فيه عالماً آخر لم تره !  و ربَّما هي لا تريد منه شيئاً سوى تلك اللحظة و هم في وسط الفناء في حضرة روحه ، تتخاطب أرواحهما و تتلاقى برغم البعد . تحسّ أنَّها عرفته و عرفها منذ ابتدأ الكون ! أنَّ هناك عالماً آخر موازٍ تزول فيه حواجز و هواجس هي في حقيقتها تحبسنا في عالمنا هذا في كثير من الأحيان . و دقَّ الجرس و دقَّ قلبها معه !

” العمدة”
ظلَّ يطرق أصابعه على الطاولة مُطرقاً نظره إلى النَّافذة ينتظر الإفطار حتَّى يواصل في روتينه ، يقرأ كتابه و يشرب الشَّاي و بعدها يحين اللقاء في السوق .
كان قد أرسل عم جمعة و انتظر متنبِّهاً حتَّى سمع صدى الجّرس في منزله وتأكَّد من أنَّ عم جمعة نفَّذ المهمَّة و لم يعرقله شئٌ ما !

“حاجَّة تماضر “
الله أكبر .. الله أكبر .. أشهد أنَّ لا إله إلاَّ الله .. أشهد أنَّ محمَّداً رسول الله .. حيَّ على الصلاة .. حيَّ على الفلاح .. قد قامت الصلاة .. قد قامت الصلاة .. الله أكبر .. الله أكبر .. لا إله إلاَّ الله !
أدَّت حاجَّة تماضر صلاة الظهر و ختمتها بالدعاء لقريتها و أهلها بالسّتر و الصلاح و تذكَّرت ابنها عمر الذي غرق في الترعة السَّنة الماضية ، هي تتذكَّره كلَّ سبت و كلَّ يوم منذ أن تُوفِّي . عمر كان أحد أعمدة اجتماع السَّبت ، كان ينظِّم الفناء و يتوكَّل مهمة الجرس  ، و يخطُب في البداية مُعلناً قدوم العمدة. كانت كلّ شعائر و طقوس يوم السَّبت تعيده لها ، و في كلّ  وجه من وجه الجمْع ترى وجهه ، تارة حزيناً و تارةً متحمِّساً و تارة لا شئ ! هو لا شئ الآن هكذا رأته ، ربَّما ينظرُ إلينا في الأعلى أو ينتظر اجتماعنا هذا و يفكِّر فينا و يشفع لنا و ربَّما لا !
“أتراه يذكرني كما أذكره ؟! أنا أذكره نقياً ،ابناً، حبيباً، شهيداً ،حيَّاً عند ربِّه  و حيَّاً في قلبي ! و في كلّ ركنٍ في القرية و مع كلِّ دقَّة جرسٍ يطرق صداها مسمعي كلَّ سبت !”


و في تمام الثانية ظهراً اختفت ملامح السوق و أرضيته بوجوه كثيرة ،مترقِّبة ،ضجرة و باردة في انتظار العمدة ، و في انتظار أن تُكمل القرية دورة حياتها الأسبوعية لتبدأها من جديد !